تاريخ وفاة محمود درويش

تاريخ وفاة محمود درويش

تاريخ وفاة محمود درويش

"على هذه الأرض مايستحق الحياة" كلمات سطّرها شاعر ثوريّ عرفته الأمة العربية كلها، هو محمود درويش، ولد في قرية البروا في الجليل عام ألف وتسعمئة وثنين وأربعين، وفي عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين سقطت البروا في أيدي القوات الأسرائيليّة، فاضطرت عائلة درويش إلى الهرب واللجوء شمالاً إلى القرى اللبنانية، وبعد سنة عرفت عائلة محمود درويش أنّ الوضع في فلسطين حسم لصالح المحتل الأسرائيليّ، فكان خيار العودة عن طريق التسلل، لكنهم وجدوا قرية البروا قد أزيلت بالكامل وأقيمت على أراضيها قريه إسرائيلية، فلجأت العائلة إلى قرية دير الأسد حيث تابع محمود درويش دراسته المتوسّطة.

كان محمود درويش يحب الرسم وهوايته الألوان، وكان متّقد الفكر يقظاً، يعشق أن يدوّن ما يجول بخاطره على ورق، حيث بدأ بنشر كتاباته في الصحافة وهو في الصف السابع، وفي الصف الثاني عشر أصدر درويش ديوان عصافير بلا أجنحة، وكان يعتبر هذا الديوان مجرد خربشات على ورق، وتسبب شعر محمود ونشاطه النضاليّ المبكّر في مشاكل كثيرة مع سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، ممّا أدّى إلى سحب رخصة العمل من والده، ولاحقاً تعرّض محمود للمطاردة والاعتقال فسجن أكثر من مرّة، وكان محمود واحداً من ظاهرة عرفت حينها بشعراء المقاومة.

مواقف درويش السياسية

كان أوّل أعتقال لمحمود درويش عام ألف وتسعمئة وخمسة وستين في منطقة الرملة، على خلفية أنّه قبض عليه وهو يلقي الشعر في جامعة القدس دون تصريح، وبهذه الفترة كتب على قصاصة من الورق قصيدة أحن إلى خبز أمي وهي تعدّ من القصائد المشهورة لمحمود درويش، ولقد وقع الشاعر الأسير تحت ثلاثة إجراءات هي: عدم مغادرة حيفا بدون تصريح، عدم مغادرة البيت من غروب الشمس إلى شروقها، يجب أن يثبت وجوده أمام أقرب نقطة شرطة يوميّاً الساعة الرابعة، بمعنى أنّه مقيّد تماماً، ووسط هذه الاعتقالات والمضايقات كان الخروج من الوطن حلاً، فتوجّه محمود للدراسة في موسكو عام ألف وتسعمئة وسبعين، لكن خيبته من التنظيم الشيوعيّ دفعته بعد عام إلى الانتقال إلى القاهرة محطته الثانية حيث استقبل بحفاوة وعمل تحت رعاية محمد حسنين هيكل في جريدة الأهرام، وفي القاهرة تحولت بدأت ملامح التحول في تجربته الشعرية، وذلك من خلال قصيدة سرحان سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا، فتعرض محمود على إثرها للانتقادات واعتبر البعض أنّ شاعر المقاومة انتهى، وبعد ذلك انتقل إلى بيروت حيث كانت تجربته في بيروت التجربة المزيج بين التجربة النضاليّة، والنضج الشعريّ ويمكن أن يطلق عليها التجربة الملحميّة في شعر محمود درويش.

وفاة درويش

توفي الشاعر الكبير محمود درويش إثر عمليّة قلب مفتوح أجريت له في الولايات المتّحدة الأمريكية يوم التاسع من أغسطس عام ألفين وثمانية، ولقد استقبل جثمانه رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس بعد أن لقّبه بعاشق فلسطين وأعلن الحداد الرسميّ عليه.

المقالات المتعلقة بتاريخ وفاة محمود درويش